Monday, March 30, 2009

كوميديا هذا الرجل


شيكو..عندما ستقرأ هذا الاسم ستكون أحد شخصين..شخص لا يعرف صاحب الأسم وبالتالي لا يدرك سبب كتابة تدوينة عن شخص مجهول بالنسبة له. أو ستكون من محبي شيكو وبالتالي ستتفهم جيدا سبب وجود هذه التدوينة بل وتتعجب من سر تجاهل الجميع الإشادة بهذا الرجل.

فمع شيكو لا يوجد خيار ثالث..إما ألا تكون قد عرفته بعد ، أو أن تكون من محبيه. خيار أن تعرفه ولا تحبه أمر غير مطروق بالمرة. فلا يوجد من لا يحب الكوميديا. ومادمت تحب الكوميديا فبكل تأكيد ستحب شيكو.

لم يحتاج الأمر أكثر من مشاهدة واحدة لفيلمي الهواية (رجال لا تعرف المستحيل) و (وحيد القرن والمصباح السحري) لأدرك أنني اشاهد ممثلا كوميديا على أعلى مستوى..ممثل عدم وجوده وانتشاره على الساحة رغم تواجد العديد من ثقيلي الظل يجعلك تكره حسابات الانتاج السينمائي في مصر. الأمر الذي كسره المجتهد محمد حفظي حين قرر أن يتولى إنتاج فيلما روائيا طويلا يقدم فيه هذه المجموعة المتميزة من الشباب: أحمد فهمي - هشام ماجد - وبالتأكيد شيكو. شاهدت الفيلم الجيد (وإن لم يكن بقدر الجودة الذي تمنيته) وكالعادة كان شيكو الأكثر إمتاعا.

شاءت الظروف مؤخرا أن يتم افتتاح قناة كوميدية جديدة سيئة المستوى هي (نايل كوميدي). كانت حسنة هذه القناة الوحيدة هي إعادة تقديم حلقات برنامج (أفيش وتشبيه) والذي قدمه الثلاثي شيكو - فهمي هشام قبل عامين ولم ينل الانتشار الكافي. وانطلقت القنبلة مجددا ليحقق البرنامج نجاحا كبيرا وتنتشر حلقاته بسرعة الصاروخ على صفحات الانترنت.

وبعيدا عن نجاح المسلسل (المسخرة) وعن الخطوات التي بدأ الثلاثي أن يخطوها في عالم الكوميديا مبشرين بموجة كوميدية جديدة تنتهج أسلوبا أفضل من الذي اعتدنا عليه. فما قدمه شيكو في الحلقات لم يكن أمرا عاديا. ومع الاعتذار لقدرة فهمي الرائعة على التقليد ولخفة ظل هشام إلا أن شيكو كان أبعد بكثير من أن يقارن بأي منهما. وحين فكرت في الكتابة عنه كأقل تحية ممكنة على قدر السعادة التي أدخلها لقلبي وجدت أن الطريقة المثلى هي محاولة فهم خصائص الأداء الكوميدي الخاص بشيكو. وبقليل من التفكير وجدت أن هذه الأمور الثلاثة هي ما تجعل شيكو هذا الكوميديان الطفرة.

1.البساطة: ستشعر دوما أنه يمثل وهو (سايب إيده)..بعكس كمية المبالغات اللفظية والشكلية والحركية التي يتحفنا بها كوميديانات السينما المشاهير والتي حولت الفارص كوميدي إلى سيرك يتحول فيه الممثل لمهرج لاستجداء الضحكات..شيكو يلقي جمله بمنتهي الهدوء والسهولة ودون أي حاجة للتشنج.

2.الغرابة: من اللحظة التي لعب فيها الدور الذي لعبته مادلين طبر في (إيلات) وهو يختار الشخصيات الأكثر غرابة. الشخصيات التي لن يختارها أي شخص طبيعي يطلب منه اختيار شخصية من أحد الأعمال الشهيرة لتقديمها بشكل ساخر. شيكو يعلم أن غرابة الاختيار يجعله أكثر قدرة على خلق الكوميديا. وائل فودة في سهر الليالي - الشيخ عتمان في شمس الزناتي هي نماذج لاختيارات شيكو شديدة التميز.

3.المفاجأة: وهي السمة المميزة لكوميديا الثلاثي عن أي أعمال كوميدية أخرى. فصناعة الكوميديا في مصر وان كانت تمتاز بعشوائية شديدة على صعيد الانتاج الا انها تلتزم بقواعد ثابتة في تكنيك الاضحاك تتلخص في (البطل يلقي جملة عادية - السنيد يرد رد غريب - البطل يرد بالإيفيه المضحك المنهي للحوار - يبدأ بعدها النتجهيز لايفيه جديد). كوميديا شيكو وفهمي وهشام تقوم على المفاجأة..على ألا يعلم المشاهد اللحظة الذي سيلقى فيها الايفيه ولا من سيقوم بإلقاءه (راجع حلقة النمر الأسود وشاهد شيكو وهو يعدد للبطل النجوم الناجحين رغم بشرتهم السوداء ويضع بينهم حسين ومصطفى فهمي..المتوقع في أي عمل كوميدي طبيعي أن يرد فهمي على الأمر ردا كوميديا..المفاجئ والأكثر إثارة للضحك هو ألا يعلق وأن يتعامل مع الكلام وكأنه منطقي وطبيعي) وهذا ما حدث بالفعل.

في النهاية قد يبدو البوست للبعض بلا قيمة أو أنه رغي في موضوع غير هام ولكن صناعة الكوميديا في مصر والتي وصلت لأسوأ حالاتها على أيدي نجوم من عينة سعد وهنيدي وآدم تحتاج بالفعل لنجوم جدد يملكون الجرأة على تحطيم الأساليب السائدة والتي جعلت الأعمال الكوميدية المصرية مهزلة فنية
.

Sunday, March 29, 2009

نحن وهم..لمحات تاريخية

نحنالعام:1881
القصة: صدور أول قانون مصري لتنظيم المطبوعات في عهد الخديو توفيق سادس حكام اسرة محمد علي.. القانون شمل كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالصحافة.. وكان المشرع المصري من العبقرية في أن يضع مادة في القانون مختصة بحق الرد والتصحيح تجيز لمن ينشر عنه أي مادة صحفية يرى أنها تمس مصلحته الشخصية أن ينشر ردا في نفس الصحيفة ونفس المكان وفي خمسة أضعاف مساحة المادة الأصلية بدون أي مقابل مادي
دولة متكاملة..تملك دستورا وقوانين تنظم كل شئ حتى الصحافة. وا
لتي كانت مؤثرة بدورها للدرجة التي تجعل الأفراد في حاجة لحق الرد والتصحيح.

هم

العام: 1914
القصة: آمن الشيخ عبد الكريم المغربي بالقدرة على توحيد القبائل في مجتمع متكافل (حيث لم يكن الأمر يزيد في الجزيرة العربية عن صراعات قبلية على السلطة يقتل فيها الأخ أخيه) وبالفعل أقنع عدة قبائل بترك حياة الرعي والبادية وتعلم الزراعة والارتباط بالأرض (وهو أمر كان يعد عارا وقتها)..وبالفعل اسست هذه القبائل مجتمعا بدائيا في منطقة الأرطاوية سمي أفراده بالاخوان..الأمر الذي لم يعجب أمير نجد عبد العزيز آل سعود (الذي سينصبه الأنجليز ملكا فيما بعد) فاقنع الاخوان بالانضمام إليه واستفاد بقوتهم العسكرية في عدة معارك حتى جاءته الفرصة للتخلص منهم عام 1920 فأرسلهم لمحاصرة الكويت بحجة فساد أميرها (سالم الصباح) وفي الوقت ذاته أبرأ ذمته منهم وأخبر الانجليز أن تحرك الاخوان جاء دون مشورته..وهي الضربة التي حطمت المحاولة الأولى لأنشاء مجتمع متقدم في الجزيرة العربية..وبالفعل احتاج الأمر لأثنتي عشر عاما أخرى حتى يتم إعلان قيام أول دولة في الجزيرة (السعودية) عام 1932..وكان الاعلان بريطانيا بالمناسبة

كلمة في الختام: بالذمة مش مكسوفين من نفسنا واحنا بنسبح بحمدهم ونؤمن بتفكيرهم كل يوم أكتر من اللى قبله

Friday, March 27, 2009

شدي حيلك يا بلد


مساء الأحد..موعد الخطوة الأولى في مشوار الخطوات الست المؤدية لأحد أحلام العمر..مصر في كأس العالم..خضت التجربة من قبل وأنا في السادسة من العمر عام 90. ورغم سني الصغير وقتها إلا أني لا زلت أذكر حالة الفرحة العارمة التي اجتاحت عائلتي..لا زلت أذكر هدف حسام حسن في مرمى الجزائر (الموجود بالصورة) واذكر احتفالات أبي وأعمامي بالتعادل مع هولندا بطلة أوروبا..أذكر أغنية (هالا هالا..ما تهزي هلالك يالا) والتي لم أسمعها تقريبا بعيدا عن مونديال إيطاليا..عدالة السماء التي نزلت على ستاد باليرمو كما قال المعلق محمود بكر. كل هذه الذكريات وأنا في سن السادسة..فكيف سيكون الأمر في عمر السادسة والعشرين؟

متفائل للغاية..متفائل منذ قطع القدير حسن شحاته ألسنة المغرضين ونصب نفسه ملكا على عرش التدريب الأفريقي..متفائل منذ صرنا منتخبا مهيبا يخشاه الكبير قبل الصغير..متفائل منذ سحبت القرعة التي تقول لنا ببساطة (إن لم تفعلوها هذه المرة فيجب ألا تعيدوا المحاولة)..متفائل جدا ولكن..

متخوف..متخوف لانخفاض مستوى جميع عناصر المنتخب بلا اسثناء..متخوف من المستر جوزيه والذي استهلك نجوم الأهلى لآخر قطرة فتحولوا للاعبين أوشكوا على انتهاء الصلاحية.. متخوف من دفاع الزمالك وهو أضعف خطوطه والذي شاء القدر أن يكون هو دفاع المنتخب..متخوف من محترفينا الذين رفعوا لافتة (لا للتهديف) منذ أشهر..متخوف جدا ولكن..

منتظر..يومين سيمرون ببطء في انتظار ضربة البداية التي ستحدد الكثير..المنافس متواضع المستوى مقارنة بنا..لاعبين محليين أو محترفين في دوريات ضعيفة..مدرب شاب يخوض تجربته الأولى كمدير فني لمنتخب..ملعب وطني هو مقبرة الغزاة الأفارقة..ولكن الاطمئنان لا يزال بعيدا عن قلبي..سيمر اليومان بصورة أو بأخرى وسأدون مجددا عند الفوز بإذن الله. أما في حالة عدم تمكنا من النصر (لا قدر الله) فلا اظن اننى سأملك الرغبة في الكتابة لفترة كبيرة.

عم محمد نوح..نفسنا تتواجد في الاستاد كما كنت تفعل سابقا وتحمس الجماهير واللاعبين بأغنيتك الخالدة..مدد مدد مدد مدد..شدي حيلك يا بلد

Monday, March 23, 2009

بما اننا في وطن ديمقراطي


اذا كان من حق نجم الجير انه يطلع فى التليفزيون قدام الملايين يقول (خليها تاكلك) والرقابة مبسوطة في حين بتقطع فيه أي مشاهد سياسية أو فيها شبهة جنسية حتى لو مشاهد هامة لمخرجين مهمين. يبقى من أبسط حقوقي الديمقراطية اني اقول في المدونة بتاعتي....
أحا يا تامر..أحا يا رقابة

Monday, March 16, 2009

منقول - يوسا والعقل


مدونة (هرطقة) من أكثر المدونات عمقا وامتلاكا لوجهة نظر مختلفة تجاه الحياة. وهي أحد المدونات الموجودة بقائمة المتابعة الخاصة بي وأحرص على متابعة أي جديد ينشر بها. سعدت جدا باكتشافي لوجود اسم مدونتي في المدونات التي يفضلها صاحب (هرطقة) الذي لا أعرف اسمه حتى الآن للأسف. وللاسف ايضا أن كسول جدا فيما يتعلق بتجديد قائمة المدونات المفضلة لي (والموجودة أساسا في مدونتى السينمائية)..ولذلك اخترت شكلا افضل للتعبير عن التقدير..اخترت أن أنقل الاقتباس الرائع الذي نشر في هرطقة مؤخرا..اتمنى ألا يؤاخذني صاحب المدونة على النقل وأعتقد (حسب فهمي لشخصيته) أنه لن يفعل.

*************************************

لست اعرف كذبة أكثر خسة من تلك العبارة التي تلقن للاطفال: العقل السليم في الجسم السليم . ومن قال ان العقل السليم هو النموذج المنشود ؟ سليم تعني في هذة الحالة ابلة , عادياً دون مخيلة ودون خبث , مختوماً بخاتم الاخلاق السائدة والديانة الرسمية , أهذا عقل سليم ؟ إنة عقل متوافق مع السائد , عقل طوباوي , عقل كاتب بالعدل, عقل موظف تأمين, عقل صبي الكنيسة, عقل عذراء وعقل صبي في الكشافة, وهذا ليس صحة, انة خواء, فالحياة العقلية الغنية والخاصة تتطلب فضولاً, خبثاً , مخيلة ورغبات غير مشبعة, وهذا يعني انة عقل قذر , افكار خبيثة , ازدهار تصورات محرمة , رغبات تقود إلي استكشاف المجهول وتجديد ما هو معروف, استخفاف منهجي بالافكار الموروثة والمعارف المتداولة والقيم الرائجة .


ماريو بارغاس يوسا - دفاتر دون ريغو بيرتو - ترجمة : صالح علماني