Monday, September 8, 2008

بماذا ستدعي عند الحرم؟

من فترة كنت في جلسة عائلية ضمت والدتي وأخي وعمي وزوجته وعمتي..وكان موضوع الحديث في الجلسة هو ذكريات كل منهم في الأراضي المقدسة عند أداء الحج أو العمرة..الحقيقى اني تابعت الحوار (بنص ودن) لو جاز لي التعبير..مش لان الموضوع مش شيق بالعكس تماما ولكن لان الكلام في أوله كان عن الفنادق اللي نزلوا فيها والطرق المؤدية للحرم وبواباته وأنا لم أنل شرف زيارة الحرم بعد وبالتالي فكنت زي الأطرش في الزفة..مش فاهم ومش متخيل ومش مركز!

بعد قليل اتخذ الحوار مجرى اخر شدني لمتابعته..الدعاء عند رؤية الحرم لأول مرة واللى قيل عنه ان الانسان له دعوة مستجابة عند وقوع بصره على الكعبة..الفكرة ثرية جدا ومحتاجة تأمل وتدقيق..كل جمعة الخطيب بينصح المصلين بأن (يدعوا وهم موقنين بالاجابة) ولكن الحقيقة ان درجة ايمان معظمنا غير كافي انه يوصلنا لدرجة اليقين باجابة الدعوة (دي حقيقة تنطبق عليا وعلى معظم الناس ولمن لا يعجبه الأمر حق الاعتراض)..لكن الأمر هنا مختلف..تعمل ايه لو انت فعلا متيقن من الاستجابة لدعائك؟ لك دعوة واحدة مستجابة امام الكعبة هتختار انها تكون ايه؟؟؟

الاجابة مش سهلة على فكرة والاختيار هايعبر بشكل كبير عن شخصية الفرد..انا مثلا مش مقتنع بشكل كامل بالموضوع..وشايف انه الامر مش مطلق كده اللى يدعى بحاجة تتحقق له ولكن لما اتحط في الموقف ده (باذن الله) مش مستعد اضيع فرصتي وهادعي باللى انا عايزه! دي دعوة مستجابة مش أي كلام!!

المهم ان الخيارات التي ذكرها افراد عائلتي تراوحت بين الطلبات الدينية (الهدى والتقوى ونيل الجنة)..والطلبات الدنيوية (فلاح الأولاد ودوام الصحة والستر)..بالاضافة لبعض الدعوات الصايعة (كان تدعو بان يصبح دعاءك مستجابا..على أساس انك استغفر الله العظيم
هاتصيع على ربنا!) ..وكان سبب رفض البعض للفكرة (وياللعجب) انك ممكن تدعي وانت متنرفز على حد بالشر فاتضره من غير ما تقصد..يعنى واثقين انك فعلا هاتصيع وربنا هيخلى دعوتك مستجابة..على اساس انك ولي من أولياءه الصالحين يعني!!

العجيب في الأمر ان محدش ذكر الدعوة اللي دعاها بالتحديد وكلهم ادوا خيارات تناقشوا فيها..العجيب اكتر ان كل هذه الخيارات كانت قضايا فردية تخص الداعي أو بالكتير أفراد اسرته..محدش فكر يدعي لنصرة الاسلام..محدش فكر يدعي للأمة بالعزة..محدش فكر يدعي لمصر أنها ترجع عاصمة العدل والثقافة وأم الدنيا..خد بالك انا مطلبتش من حد يبدد دعوته التي يؤمن باجابتها على أمته أو دينه أو وطنه (رغم أن هذه الأشياء تستحق هذه الدعوة بلا جدال) أنا بس طلبت أنهم يفكروا في كده..حد يقول ممكن ندعي لبلدنا ربنا يخرجها من المشاكل اللى هي فيها ويرحمها من الظلم اللي كابس على نفسها..كتير عليها؟ كتير على مصر؟؟ كتير اننا نخلى جزء ولو بسيط..ولو حتى اختيار من الاختيارات ليها بدل ما كل واحد مشغول بقضيته الشخصية المتمثلة فى توفير القوت والعمل للاخرة..طيب ما حب الوطن والعمل له عمل للاخرة كمان..ولا عشان شيوخ الفضائيات بيخافوا يتكلموا في السياسة وبيتكلموا بس في الشعائر والحرام نسينا الكلام ده؟؟

والنبي حد يرد عليا قدام الحرم هتدعي بايه؟؟ بلاش هتدعي بايه..هاتفكر تدعي بايه؟؟ ايه خياراتك؟؟ فيهم مصر ولا لأ؟؟ والنبي حد يرد عليا

2 comments:

رحب said...

ازيك يا أحمد
مش عارفة هدعي بإيه, بس قبليها بيوم هقعد مع نفسي و افكر كويس.
لكن برضه ممكن ادعي و اقول ربنا يحفظ مصر بلدا امنا من الدمار و الفتن
انا شايفة ان الامن اهم حاجة و بيه ييجي التقدم و الخير كله

shaw said...

يارب يا سارة