Sunday, May 13, 2007

Amelie Poulain..ليس هناك ما هو أروع !


بقلم احمد شوقي

ثلاث سنوات مرت على مشاهدتى الأولى للفيلم الفرنسي Le Fabuleux Destin d' Amelie Poulain وهو اول فيلم اقوم بتحميله بنفسي عن طريق الانترنت ويومها عرفت انني لم ولن أشاهد فيلما بمثل هذه الروعة..واليوم وبعد ان فرغت من مشاهدته للمرة الألف كان لابد وان اكتب قليلا عن هذه التحفة الفنية..عن الفيلم الوحيد القادر على تغيير حالتى المزاجية وجعل الحياة افضل واكثر بهجة.

هل فكرت يوما انك ان سعيت لاسعاد الاخرين فستجد من يسعدك؟ هل فكرت ان افضل ما يمكن ان تحصل عليه فى الحياة هو ابتسامة فرح على وجه شخص يستحق هذه الابتسامة؟ ايميلي فكرت بهذا..ايميلى احبت الحياة واسعدت الاخرين فكات لابد وان تكافأها الحياة بمقابلة من هو قادر على اسعادها..لاحظ ان ايميلى لم تفكر فى السعادة كما يراها معظم الناس..لم تمنح الاخرين اموالا او تمنح ملابسها القديمة للفقراء..ايميلى كان لديها افكارا افضل!

هل هناك ما هو افضل من مساعدة كفيف على عبور الطريق وانت تصف له كل ما حوله لتشعره انه يرى كل شئ؟ هل هناك ماهو افضل من منح رجل مسن صندوق العابه الذى فقده منذ اربعين سنة؟ هل هناك ما هو انبل من اقناع ارملة يائسة بان زوجها ندم قبل وفاته على تركه لها؟ هل هناك ما هو انبل من اطلاق شرارة الحب بين شخصين يعانيان من الوحدة؟ هل فكرت يوما فى معاقبة تاجر يسئ معاملة مرؤسيه بتغير اماكن الاشياء فى منزله وتغيير الارقام فى ذاكرة هاتفه؟

قد تبدو كلها امورا بسيطة وغير هامة..ولكن يجب ان تصدق انها بالفعل تجلب السعادة للاخرين..وان كنت مصرا على عدم التصديق..شاهد ايميلى لتقتنع..شاهد ايميلي لترى الدنيا أجمل..لتحب الناس وتسعى لاسعادهم..لتعطي الحياة حقها وهي بالفعل تستحق.


لا اريد ان اطيل ولكن يجب ان اتحدث عن اودرى تاتو Audrey Tautou هذه الحسناء الرقيقة..الطفلة التي تحمل اليك رائحة باريس..الفتاة متفجرة الموهبة والتى تحولت بفضل هذا الفيلم لتصبح الوجه الاشهر فى السينما الفرنسية..لا يمكن ان تشاهد هذا الفيلم ولا تعشق تاتو..كيف لا وانت ترى امامك تجسد كل القيم الرائعة..الحق..الخير..الجمال..حب الحياة..الصدق والبراءة..ترى كل هذا واكثر فى هذه الفرنسية الرائعة..مهما قلت لن اوفيها حقها وعليك ان تشاهد لتتأكد.
تحية اخيرة لجان بيير جونيه Jean-Pierre Jeunet مخرج الفيلم وكاتبه..الرجل الذى اختار ان يبقى دائما خارج السيطرة الهوليودية..اختار الفن الرقيق القريب للقلب وفضله عن ابهار هوليود وملايينها التى اختطفت قبله وبعده عشرات المبدعين الاوروبيين..فى كل اعمال جونيه تشعر بالاصالة..بروح المكان..فرنسا وطن الحرية والفن..
جونيه بلغ ذروته الفنية فى ايميلي..يمكنك ببساطة عند مشاهدة الفيلم ان تدرك انك امام مخرج عملاق..مخرج يهتم بادق التفاصيل ويراهن على غزو عقول وقلوب المشاهدين معا..بالاضافة بالطبع للابهار التقني..العديد من اللقطات غير المألوفة فى السينما الامريكية..اهتمام رائع بالصورة جعل كل لقطة من الفيلم صالحة لان تكون لوحة فنية تنبض بألوان الحياة..اختيار لشخصيات غير مألوفة ليكونوا ابطالا للعمل ومع انك لا ترى هؤلاء الاشخاص حولك ولكنك تتوحد معهم من شدة صدق ما ترى..
ايميلي هو تجربة رائعة لا يمكن ان يقدرها الا من عاشها..ساعتين من المتعة البصرية والنفسية والفكرية المتواصلة..فيلم قادر على جعل الحياة افضل..فيلم يدفع كل من يراه للندم على سجنه داخل السينما الامريكية واهماله لما هو اروع!

1 comment:

care olders said...

يمكنكم الأن التعرف علي كافة الخدمات التي تقدمها دار مسنين من رعاية مسنين بالمنزل الي كافة خدمات رعاية مسنين و بأفضل اسعار دار مسنين بالقاهرة تواصل الأن مع دار مسنين بالقاهرة لمزيد من المعلومات