Friday, May 11, 2007

جيفارا..ولماذا كانت البداية؟


هذه الصفحة مهداه إلى صديقتى ورفيقتى واختى وحبيبتى..الى الفتاة الاكثر تفتحا فى كل من قابلت..الى من تسببت بعض الكلمات المغرضة فى تشكيكها فيما امنت به طوال عمرها..الى هبة واليكم اتحدث..


لطالما راودتنى فكرة انشاء مدونة شخصية..كانت دائما احدى خططى ولكن كعادة معظم الخطط تم تأجيلها مرارا ومرارا.. السبب الرئيسى بالطبع كان الكسل..عدوى الاكبر فى كل خطوات حياتي..السبب الاخر كان البحث عن بداية..الامر ليس سهلا ويعرفه تماما كل من بدأ بالتدوين..وخصوصا اذا كان عقله مزدحما بعشرات الافكار مثلى..اريد ان اكتب عن السياسة وعن الحياة فى وطنى..عن السينما والمزيكا..عن اصدقائى ومعتقداتى..الكثير من الافكار لدرجة تجعل البداية امرا عسيرا..


نقطة التحول كان الحال الذى رأيت عليه هبة..رفيقة دربي وتوأمي الفكري..رأيتها فى صورة مغايرة تماما لطبيعتها..حزينة مشتتة..كل هذا بسبب كتاب قرأته يزعم كاتبه انه يذكر حقيقة الرجل الذى طالما اتخدناه قدوة ومثلا اعلى..ارنستو تشى جيفارا..يزعم الكاتب ان جيفارا كان ارهابيا وقاتلا و و و و..اوصاف كثيرة كلها تندرج تحت بند الاساءة..فكان قرارى بان ابدأ الكتابة..ابدءها بنشر مقالتى عن سيرة جيفارا الذاتية ومن ثم مقالة اخرى عن علاقتنا بهذا الرمز والاسطورة.


لم يكن جيفارا مجرد رجل..لم يكن مجرد مقاتل او مجاهد او قائد لثورة او ما شابه..ولم نحب جيفارا ونتخذه مثلا لشجاعته او اقدامه او حتى لقيادته للثورة الكوبية..نحن اخترنا ان نعشق جيفارا الفكرة..جيفارا المبدأ..(المناضل المثال) كما وصفه احمد فؤاد نجم فى قصيدته الخالدة..الرجل الذى اختار ان يموت من اجل فكرة عظيمة فاخترنا ان نخلد ذكراه.


التضحية بشكل عام تصرف راقي..ومن يضحي بشئ يملكه من اجل مرجعيته هو شخص يستحق الاحترام..ولكن يمكن دوما فهم التضحية من اجل المرجعية الدينية والقومية..هناك الالاف من الابطال ممن ضحوا من اجل وطنهم او من اجل دينهم او من اجل اسرهم..وانا اعتدت ان احترم من يدافع عن ما ينتمى اليه حتى وان اختلفت معه فى الفكر..ولكن هل يمكن ان تتخيل رجلا يضحى بحياته من اجل (رد الظلم)..هل تتصور ان تترك بيتك وعملك واسرتك وتذهب لتنصر مظلوما فى احراش افريقيا..ان تدفع حياتك ثمنا لنصره اشخاص يختلفون عنك فى العرق والجنسية والديانة واللغة بل لا يتفقون معك فى اى شئ على الاطلاق؟!


هنا تكمن عبقرية جيفارا..وهنا يكمن سر عشقنا لجيفارا الفكرة..جيفارا الذى ترك كل شئ من اجل لا شئ..عفوا..ترك كل شئ من اجل الحرية..وهى كل شئ!


مهلا..لم ينته الامر بعد..هناك جانب اخر من عظمة التضحية لا يدركه البعض..منا الان من هو مستعد للتضحية بكل شئ من اجل تحسين وضع مصر..من اجل ما يرى حوله من فساد فى كل الاماكن وعلى كل الاصعدة..والفساد فى حد ذاته قوة دافعة لمن يملك روحا حية..لم لا يقدر ان يرى الظلم ويسكت عليه..ولكن تخيل معى هذا الموقف..قامت ثورة انت واصدقائك زعمائها..هدمت النظام الفاسد واقمت نظاما تراه هو الافضل (قد لا يكون كذلك ولكنك بالتأكيد تراه كذلك)..اصبحت الرجل الثانى فى الدولة..المتحدث الرسمى باسم الدولة..مدير البنك المركزى..وزير الصناعة..ورئيس الجهاز المسئول عن مطاردة بقايا النظام الفاسد..هل هناك افضل من ذلك؟ هل هناك حلم اكبر؟ لا اعتقد..ولكن جيفارا كان له رأى اخر..جيفارا الذى لو كان بقى فى كوبا لظل حتى يومنا هذا مالكا لكل سلطات الدولة (فهاهو رفيق دربه كاسترو لا يزال على قمة الهرم الكوبي) ولكنه اختار ان يضحى بكل هذا من اجل مناصرة المظلومين فى زائير..فكر ارقى من ان نستوعبه!!


ومن الطريف والمحزن ايضا ان جيفارا فشل فى مساعدة شعب زائير ورحل وقتها وهم لا يزالوا تحت الاحتلال..وان جيفارا مات منذ اعوام طوال وزائير الان تنعم باستقلالها بشكل كامل..يرى البعض هذا جانب من البلاهة او بمعنى اخر جانب من الفشل..فجيفارا مات دون ان يصل لشئ..مع احترامى هذا فكر قاصر..عظمة الامر فى ان تكون فاعلا..ان تطلق شرارة البدأ ليأتى الجميع من بعدك..ان تحرك المياة الخامدة وتكون سببا فى جعل العالم افضل..وهذا كله ينطبق على جيفارا بشكل غير مسبوق..


هذا هو فكري وفكر كل من يعشق الحرية..فكر من يعرف قيمة هذا الرمز..هذا هو جيفارا الزعيم الباقي فى نفوس محبيه..ولذا يا هبة ولكل من زعزع الوضع السائد ايمانهم بالحق والحرية والعدالة..لن تسقط الحرية طالما وجد من يدافع عنها ولن يموت جيفارا فى قلوب محبيه.


واختم الموضوع بقصيدة العظيم احمد فؤاد نجم فى تأبين التشي..قصيدة (صرخة جيفارا)


جيفارا مات

جيفارا مات

اخر خبر فى الراديوهات

وفى الكنايس

والجوامع

وفى الحواري

والشوارع

وع القهاوي وع البارات

جيفارا مات

واتمد حبل الدردشه والتعليقات

مات المناضل المثال

ياميت خسارة على الرجال

مات الجدع فوق مدفعة جوه الغابات

جسد نضالة بمصرعه ومن سكات

لا طبالين يفرقعواولا اعلانات

ما رايكم دام عزكم يا انتيكات

يا غرقانين فى المأكولات والملبوسات

يا دافيانين ومولعين الدفايات

يا محفلطين يا ملمعين ياجيمسنات

يا بتوع نضال اخر زمن فى العوامات

ما رايكم دام عزكم جيفارا مات

لاطنطنة ولا شنشنه ولا اعلامات واستعلامات

**

عينى عليه ساعه القضا من غير رفاقه تودعه

يطلع انينه للفضا يزعق ولا مين يسمعه

يمكن صرخ من الالم من لسعه النار ف الحشا

يمكن ضحك او ابتسم او ارتعش او انتشى

يمكن لفظ اخر نفس كلمه وادع

لجل الجياع

يمكن وصيه للى حاضنين القضيه

فى الصراع

صور كتيرملو الخيال

والف مليون احتمال

لكن اكيد اكيد اكيد ولاجدال

جيفارا مات موتة رجال

ياشغالين ومحرومين

يا مسلسلين رجلين وراس

خلاص خلاص

مالكوش خلاص

غير بالبنادق والرصاص

دا منطق العصر السعيد

عصر الزنوج والامريكان

الكلمه للنار والحديد

والعدل اخرس او جبان

صرخه جيفار يا عبيد

في اى موطن او مكان

مافيش بديل مافيش مناص

يا تجهزوا جيش الخلاص

يا تقولوا على العالم خلاص


No comments: