Saturday, June 2, 2007

عن نغم مصري..وسط البلد..واشياء من هذا القبيل!



شهدت الفترة الماضية تغييرا كبير علي اهتمامتي الموسسيقية او ما احب ان اسميه (مذهبي الموسيقي) وهو امر وان بدا للبعض امرا تافها (كعادة الاغلبية الاثيرة بالنظر للفن والمزيكا باعتبارها حاجات هايفة لاقيمة لها) الا انه امر هام جدا بالنسبة لي وخاصة اننى لاحظت وبشدة انصرافى عن كثير من انواع المزيكا التى اعتدت ان اسمعها طوال حياتي بل اننى عندما حاولت (مجبرا) ان اشاهد ولو قليلا قنوات الاغاني التى طالما دافعت عنها شعرت بتقزز شديد من مستوى الكلمات والالحان والاداء..لم اخذ الامر فى البداية على محمل الجد باعتبارى من اكبر مغيري الاراء وخاصة فى الموسيقى..فالامر الطبيعي ان لدى عشرات المطربين المفضلين ويتأرجح حبي لهم ومتابعتى وسماعى لاعمالهم حسب الفترة و(المود)..ولكن مع مرور فترة ليست بالقليلة مع استمرار انجذابى نحو ما احب ان اطلق عليه (الموسيقي المصرية الجديدة) ادركت انه امر كنت ابحث عنه لفترة طويلة وتعلقي به الان ليس انجذابا وقتيا على قدر ماهو انجذاب شخص وجد ضالته!


الموسيقى المصرية الجديدة كما اطلقت عليها..متمثلة فى فرق الشباب وعلى رأسهم "نغم مصرى" و "وسط البلد" هم الموسيقيين الذين حملوا على عاتقهم انتاج فن جديد..شديد المصرية..شديد القرب من القلب..بالحان عصرية ليست مستهلكة..شباب راهنوا على الفكرة قبل ان يراهنوا على الشهرة والمال..اختاروا ان يعطوا ظهورهم للرداءة والتدني ومخاطبة المستويات المنحطة وهى اسهل طرق الشهرة حاليا وتوجهوا للطريق الاصعب..طريق التميز ومخاطبة العقول والقلوب..العقول التى تعشق هذا والوطن والقلوب التى تتمنى ان ترى مزيكا حقيقية..مزيكا تعبر عنا وتبتعد بنا ولو قليلا عن السطحية التى اصبحت السمة المميزة لتعاملنا مع كل الاشياء بشكل عام ومع الفن بشكل خاص.

واهم ما يميز هؤلاء الشباب هو الخصوصية الشديدة..خصوصية الفريق التى تجعل كل منهم يقدم موسيقى مميزة جدا يمكنك بسهولة ان تميزها عن موسيقى الفرق الاخرى..بل وخصوية الاغنية الواحدة فعندما تستمع مثلا الى 10 اغانى لنغم مصري ستجد 10 مواضيع مختلفة..10 حالات متكاملة من موسيقى محببة وكلمات مثيرة للتفكير واداء اكثر من رائع للتراث..هل هناك متعة من ان تستمع فى حفل واحد لكلمات احمد فؤاد نجم وصلاح جاهين وفؤاد حداد والحان الشيخ امام وغيره بمعالجات شديدة العصرية وشديدة الشعبية (شعبية من النجاح وليس من التدنى!) لتخرج فتجد نفسك تحفظ الاشعار بل والالحان..هذا التفرد هو ما يجهله المغنيين المشاهير فى هذا الزمن..ولا يعرفه كاتب الاغاني الذى يكتب شهريا ما يزيد عن 20 اغنية وكأنه ينتج احذية وليس كلمات من المفترض ان تتعامل مع وجدان الجماهير!
عندما يتحدث نغم مصرى عن انفسهم بلسان الشاعر العظيم احمد فؤاد نجم فى اغنية (هنغنى) يقولون:

هنغنى ودايما هنغنى..ونبشر بالخير ونمني
ونلف الدنيا الدوارة..على صوت النغمة الهدارة
هو احنا كده وهنبقى كده..ماشيين عارفين..مع مين على مين..دايما واضحين مش بين ده وده
الشارع بيتنا وغنوتنا..والشارع اعظمها مغنى
من لحم الشارع غنوتنا..على لحن الشارع هنغنى
وان جعنا شبعنا بتتقضى..مانبعش الكلمة بميت فضة
هو احنا كده وهنبقى كده..ماشيين عارفين..مع مين على مين..دايما واضحين مش بين ده وده
منتهى الرقي فى الكلمة والتعبير والاداء..انصحكم بمشاهدتها على الرابط التالي:
وعندما يصفوا الشارع المصرى من كلمات العملاق صلاح جاهين يقولون:
النور ملو الشوارع..ومليون راديو والع..الساعة اتنين صباحا..لكن ايه الموانع
والخلق رايحة جاية..والدنيا لسه حية..فى الساعة اتنين صباحا
واحد بيقول لواحد..خليك ياعم قاعد
التانى يقوله شكرا..دانا م المغرب مواعد
فى سهرة لسه عندى..فى بيت فلان افندى
هناكل حاجة حلوة..ونشرب تمر هندى
*******
واللى يقول يا جماعة..واللى يقول يا بهايم
ومطرب الاذاعة..يصرخ وف وجده هايم
ولو طرطقت ودنك..فى وسط دى العظايم
تسمع مسحراتى..بطبلة صوتها واطى
بيقول اصحى يا نايم!
والخلق رايحة جاية..والدنيا لسه حية..فى الساعة اتنين صباحا
اما مع "وسط البلد" فالامر مختلف قليلا..فهم يقوموا فى الاغلب باداء اغانى حديثة الكتابة بالاضافة بالطبع لاداء بعض اغانى التراث بموسيقى حديثة كاداءهم لروائع سيد درويش (حرج عليا بابا) و(خرالمبو "خلاص") ورائعة عبد الحليم حافظ وعبد الرحمن الابنودى (عدى النهار) بموسيقا مختلفة تماما عن الاصل..موسيقا تحافظ على الكلمة بل وتمنحها روحا عصريا جعلت كثير من جمهور الشباب الذى لم يستمع للاصل يحفظ الكلمات ويرددها..اما اغانيهم الشخصية فتحمل روح الشارع..روح مصر ووسط البلد..فعندما يتحدثوا عن الوحدة الوطنية يقولون:
لسه فاكر عم مينا..عم مينا بتاع زمان
المقدس اللى كان بيفوت علينا بالامان
جيبه مليان بالحلاوة والبلح
وعيونه ملية الكون حنان
عم مينا وشيخ امين
الله عليهم لما كانوا بيضحكوا على نكتة واحدة
مش مهم مين يقولها..المهم النكتة حلوة
واللى اجمل..واللى احلى..ضحكة طالعة من روحين
عم مينا وشيخ امين
شوف حروف الاسم حتى..مينا نفس حروف امين!
هذا ما يمكن ان تطلف عليه اغنية متكاملة تحمل فكرة ومفاجأة لفظية ولحنية وفى منتهى التكثيف..موسيقى يجب احترامها!
والامثلة كثيرة وكثيرة لا استطيع حصرها..لكن كل ما استطيعه هو ان اعلن اعجابى واحترامى الشديدين..بل واعتناقى لهذه الموسيقى (ان جاز لى التعبير)..ولكن وسط كل هذا اجد من يتهمنى بالسخافة!! كيف اجرؤ واترك عظام المطربين تامر حسنى وعمرو دياب ورامى صبرى وروبى وهيفا لاسمع هذه الموسيقى الغريبة!!
هم يعتبرونه اتهام..وانا اراه امرا يدعوا للفخر!! وان كان اتهاما..فانا فخور به..وان كان ذنبا..فانا سعيد بارتكابه!

2 comments:

Unknown said...

ليس الامر وردي كما تظن
الفرق دي معظمها عايش علي تراث ومفبش لغه جديده كل اللي بيعمله ينقي اي كلمات لاي حد من دول(نجم جاهين حداد) واضرب لها توزيع اجنبي واطلع في الساقيه والجزويت وكانك سيناترا بس مش واخد حقك بس اول مبتيجي الفرصه بينطو وانسي الشعارات واقرب مثال وسط البلد وسبوبه مارينا وطارق العريان
بجد قليل جدا اللي بجد فنان مش ارزقي

SeeKeR said...

بوست جميل !